منوعات

الأزهر يوضح: ترك العمل دون إذن وتعطيل مصالح المواطنين لأداء الحج لا يجوز شرعًا

في فتوى جديدة صادرة عن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أكدت إحدى أمينات الفتوى أن ترك الموظف لعمله دون إذن رسمي بقصد أداء مناسك الحج، وما ينتج عنه من تعطيل لمصالح الناس، لا يُعد جائزًا من الناحية الشرعية، مشيرةً إلى أن الشريعة الإسلامية تحث على حفظ الأمانات وأداء الحقوق، ومن ضمنها أداء العمل بإخلاص والتزام.


الحج عبادة عظيمة.. ولكن لا يجوز أن تتسبب في أذى أو ضرر للآخرين

أوضحت أمينة الفتوى أن الحج من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، ولكنه لا يُسقط حقوق العباد، فالإسلام لم يجعل العبادات وسيلة للتقصير في الواجبات الأخرى، بل يجب أن تكون جميع أعمال المسلم في توازن وانضباط.


مخالفة الأنظمة الإدارية ليس من الدين

أشارت الفتوى إلى أن الحج لا يُعفي الموظف من احترام القوانين واللوائح المنظمة للعمل، مثل أخذ الإجازة أو التنسيق مع المسؤولين، لأن الالتزام بتلك القواعد يدخل في باب الأمانة والوفاء بالعهود، وهو من أوضح مظاهر الدين الحق.


البديل الشرعي لأداء الحج دون تعطيل مصالح الناس

إذا رغب الموظف في أداء فريضة الحج، فعليه أن يقدم طلبًا رسميًا للحصول على إجازة، ويتأكد من وجود بديل لتسيير العمل خلال فترة غيابه. فإن تمت الموافقة، فلا حرج عليه في السفر وأداء المناسك، وإن لم تتم، فعليه أن ينتظر حتى تتاح له الفرصة بطريقة لا تؤذي غيره ولا تُخل بمسؤولياته.


الإسلام دين انضباط وتوازن

أكدت أمينة الفتوى أن الإسلام دين يوازن بين حقوق الله وحقوق الناس، فلا يصح أن تؤدى عبادة الحج على حساب تعطيل شؤون المواطنين أو التقصير في أداء العمل، بل يجب الجمع بين حسن العبادة والإخلاص في أداء المهام الوظيفية.


خلاصة القول

الحج فريضة عظيمة، لكنه لا يُبرر خرق القوانين أو الإضرار بالناس. الإسلام يحث على احترام النظام، ويأمرنا أن نؤدي أعمالنا بأمانة، وفي الوقت ذاته نسعى إلى أداء عباداتنا في إطار الشرع والاحترام المتبادل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى