التخطي إلى المحتوى

من محافظة أحد رفيدة، العابقة بالأصالة والجمال بمنطقة عسير، خرج ذلك الإنسان وعاش وترعرع في ربوعها ومدارسها، ثنى ركبتيه لأخذ العلم مبكراً بفطنة وسرعة بديهة ونشاط فكري، متواضع يحمل جمالاً في الجوهر والروح والعقل، ورث عن والده حب الناس ومكارم الأخلاق، وفوق هذا وذاك شغوف بخدمة وطنه وقادته ومجتمعه.

الطبيب الاستشاري الدكتور محمد بن عبدالله مشهور، أحد كبار استشاريي مستشفى القوات المسلحة بالجنوب، ومدير عيادات طب الأسرة التي طورها بفكره وخبرته، جال في أعتى معامل الأبحاث العلمية ومراكز الدراسات الطبية العليا، شخصيته تحمل «كاريزما» نبيلة واثقة تزخر بالانتماء والوفاء ولين الجانب، بسمته المشرقة تدل على أدبه الرفيع، بنى جسوراً من الود الصادق مع الجميع شاركهم أفراحهم وأتراحهم، أحبهم وأحبوه.

متحدث لغوي بليغ، محاضر خبير متمكن، مدرب طبي لامع، يتميّز بمهارات عالية في توجيه وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية الناشئة، من وصاياه: «الاحتساب عند خدمة المريض»، وقاعدته: «من لا يحترم حقوق المريض وكرامته عليه الابتعاد عن مهنة الطب».

بقفص صدري نقي وأبعاد إنسانية نبيلة تفيض بالدفء والأريحية وجبر الخواطر تبدأ دون أن تنتهي من حسن استقباله للمريض في عيادته، وابتسامة ولباقة وكأنه صديق حميم له، يبث فيه روح التفاؤل والأمل الإيماني المحمود، يرى المرضى بعين قلبه الوردي، بلسم قبول يبعث على الطمأنينة والسكينة على المريض، فيخرج من عيادته مفعَماً براحة البال ولسانه يشدو له بصالح الدعاء، لا يتردد عن تقديم الاستشارة الطبية حتى من تلفونه الذي لا يهدأ طيلة رحلة حياته الثرية بالإحسان والإنسانية التي لم تنتهِ بالتقاعد.

شكراً لمن شارك في حفلة تكريم ذلك الطبيب الحاذق بعد تقاعده، وقد أمضى أربعة عقود في معطف الخدمة الطبية، احتفالية أقامها له زملاؤه وأحباؤه، احتفالية بهيجة شارك فيها الكل لتكريم وتوديع صاحب ذلك القلب الأبيض، احتفالية ضجت بفخامة التكريم اللّائق بمكانة ذلك الرجل وعطائه.

أخيراً:

في حضرة الإنسان محمد مشهور؛ يمشي العمر الجميل معه سريعاً كالبرق، رجل ثروة استوطن في داخله نخوة هذه الأرض الطيبة فيها كل شيء طيب، رجل كصقر يمتطي سحاب السماء، يبادر الناس بعطائه كزخات مطر تشتاق إلى الأرض.

أخبار ذات صلة

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *