الحج هو رحلة العمر التي تتجلى فيها الروحانية والطاعة والخضوع لله، ويحرص المسلمون والمسلمات على أدائها بما يوافق أوامر الشرع، ومن الأمور المهمة التي يجب أن تراعيها المرأة المسلمة أثناء أدائها لمناسك الحج هي ضوابط اللباس الشرعي الذي يجمع بين الحشمة والراحة في آنٍ واحد.
في هذا المقال، نوضح أبرز ضوابط لباس المرأة في الحج كما جاء في فتاوى العلماء وما اتفقت عليه المذاهب الإسلامية.
أولًا: اللباس في الإحرام
على عكس الرجل، لا يُلزم الشرع المرأة بلباس محدد عند الإحرام. بل تُحرم المرأة بثيابها المعتادة بشرط أن تكون:
ساترة لكل الجسد ما عدا الوجه والكفين.
لا تكون ضيقة أو شفافة، بل يجب أن تكون واسعة لا تُجسّم الجسد.
خالية من الزينة اللافتة للنظر أو الألوان الفاقعة التي تلفت الانتباه.
ثانيًا: ستر الوجه والكفين
لا يجوز للمرأة المحرمة أن تنتقب (أي تغطي وجهها بنقاب مفصل).
ولا أن تلبس القفازين.
لكن إن كانت تخشى الفتنة أو كانت بحضور رجال أجانب، فيجوز لها ستر وجهها بخمار أو إسدال تغطي به وجهها دون أن يُفصل عليه.
وهذا من باب درء الفتنة، وهو ما أفتى به جمهور العلماء.
ثالثًا: اللباس أثناء أداء المناسك
يُستحب للمرأة:
أن تلبس ثيابًا فضفاضة مريحة تساعدها على التنقل بين المشاعر.
أن تختار أقمشة خفيفة غير لافتة للنظر تتناسب مع الأجواء الحارة والزحام.
أن تتجنب أي لباس به زخارف أو نقوش صارخة، فالوقار في الملبس من آداب الحج.
رابعًا: الزينة والعطور
يُحرَّم على المرأة أثناء الإحرام استخدام الزينة أو العطور أو طلاء الأظافر أو أي مستحضرات تجميل.
كما لا يجوز لها إظهار شيء من زينتها أمام الرجال الأجانب حتى وإن لم تكن متعطرة.
خامسًا: الحذاء أو الخف
يجوز للمرأة لبس أي نوع من الأحذية المريحة، ولا يشترط فيها شيء كما هو الحال عند الرجال.
خاتمة:
لباس المرأة في الحج رسالة من الطاعة لله، تظهر فيها معاني الحياء والوقار والتواضع، فليس الهدف هو الشكل بل روح الامتثال لأوامر الله والسير على نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فلتكن كل خطوة في الحج ممزوجة بالإيمان، وكل قطعة ثياب شاهدة على الطاعة.
حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا ولباسًا يرضي الله قبل الناس.
التعليقات