أكد حسام هزاع، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن معدلات السياحة الوافدة إلى مصر شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية، رغم ما تشهده المنطقة من تحديات جيوسياسية واضطرابات أمنية في عدد من الدول المجاورة، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في المقصد السياحي المصري.
وأوضح هزاع – في تصريحات صحفية اليوم الخميس – أن هذا الإقبال الكبير من السياح يعود إلى عدة عوامل، في مقدمتها الاستقرار الأمني الواضح داخل البلاد، والدور الفاعل الذي تقوم به مؤسسات الدولة في توفير بيئة سياحية آمنة وجاذبة. كما أشار إلى حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم القطاع، ومنها التوسع في الحملات الترويجية بالخارج، وتطوير البنية التحتية، وتحديث الخدمات الفندقية والنقل السياحي.
وأشار عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية إلى أن المقاصد السياحية المصرية التقليدية، مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، ما زالت تحافظ على جاذبيتها لدى السياح من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالمناطق السياحية الجديدة مثل العلمين الجديدة، وسيوة، ورأس محمد، والواحات، والتي باتت تستقطب شرائح متنوعة من الزائرين الراغبين في تجارب مختلفة تجمع بين الاستجمام والمغامرة والطبيعة الخلابة.
وفيما يتعلق بحركة السياحة الأوروبية، أكد هزاع أن السوق الأوروبي لا يزال يحتل المرتبة الأولى بين الأسواق المصدّرة للسياحة إلى مصر، مع تزايد أعداد الزائرين من ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وروسيا، مشيرًا إلى أن هناك أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في حركة السياحة من دول أمريكا اللاتينية، والصين، والهند، في ظل السياسات الجديدة لتيسير إجراءات التأشيرة وتحسين الخدمات السياحية.
كما لفت إلى أن القطاع السياحي في مصر يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات الدولة بزيادة عدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028، وهو ما يتماشى مع “الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة”، التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار، والتي تركز على تنويع المنتج السياحي، ورفع جودة الخدمات، وزيادة الطاقة الفندقية.
وأضاف هزاع أن استمرار الاستثمارات في القطاع، خاصة من قبل شركات كبرى في مجالات الفنادق والترفيه والنقل الجوي، يعزز من قدرة مصر على المنافسة إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن دخول شركات طيران منخفض التكلفة إلى السوق المصري ساهم في زيادة حركة السفر، وجذب شرائح جديدة من السياح الشباب والعائلات.
من جهة أخرى، دعا هزاع إلى ضرورة التركيز في المرحلة المقبلة على ملف “السياحة الرقمية”، وتطوير المنصات الإلكترونية المتخصصة في الحجز والترويج، بما يتواكب مع التطور التكنولوجي في أسواق السياحة العالمية، وكذلك الاهتمام بتدريب العاملين في القطاع على أعلى مستوى لضمان تقديم خدمة متميزة.
واختتم عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية تصريحاته بالتأكيد على أن مستقبل السياحة في مصر واعد، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، وزيادة أعداد الرحلات السياحية الثقافية، مؤكدًا أن الدعم الحكومي الواضح للقطاع، وتكاتف القطاعين العام والخاص، سيسهمان في تجاوز أي تحديات إقليمية أو دولية محتملة.
التعليقات