التخطي إلى المحتوى

سألت نفسك قبل كده إزاي السوق السوداء للدولار اختفت من مصر في شهور معدودة؟ ومين الراجل اللي قدر يرجّع الجنيه لمكانته بعد ما الناس فقدوا فيه الأمل؟ وإيه السر ورا إنك تروح تدور على دولار برة البنك وما تلاقيهوش؟ 

في وقت كانت فيه العملة الأجنبية بتتباع على الرصيف .. والدولار وصل لـ 70 جنيه في السوق السودا .. والناس فقدت الثقة في الجنيه .. بدأ محافظ البنك المركزي حسن عبدالله  خطة محكمة لاعداة الانضباط لسوق الصرف والقضاء على الفوضى اللى كانت حاصلة واللى خلت فيه تعدد لسعر الدولار.

ومن أول ما استلم منصبه في أغسطس 2022.. والناس بتتفرج على مشهد اقتصادي مختلف.. راجل جاي من خلفية قوية.. مش بس بنكي مخضرم.. لكن كمان راجل بيفهم في السوق كويس.. عارف إزاي السوق بيتحرك وإزاي يحاصره ويكسبه من جوه.

أول خطوة عملها حسن عبد الله كانت إنه بطل يطارد السوق السودا بالطريقة التقليدية.. لأ.. هو بدأ يشتغل على أصل المشكلة.. وهي إن مافيش دولار في البلد.. اشتغل على تحسين موارد الدولة من العملة الصعبة.. عن طريق التوسع في أدوات الدين.. واتفاقيات تبادل العملات مع دول زي الصين والإمارات.. وكمان ضخ استثمارات أجنبية مباشرة.

لكن السر الحقيقي كان في ضرب السوق السودا بخطة ذكية جدًا.. خطة اسمها “التجفيف البطيء”.. يعني إيه.. يعني مايبقاش فيه سيولة دولار في السوق برة البنوك.. وده عمله من خلال السيطرة على تحويلات المصريين في الخارج.. وتشديد الرقابة على شركات الصرافة.. وتقليل الاستيراد لغير الضروري.

والنتيجة.. الدولار اختفى تقريبًا من السوق السودا.. والمواطن العادي بقى شايف إنه مافيش فرق كبير بين السوق الرسمية والسوق الموازية.. وفي بعض الأيام بقى السوق السودا أرخص من البنوك.

ومع ده.. بدأ الجنيه المصري يتحسن شوية بشوية.. مش بالقفزات.. لكن بالاستقرار.. وده كان أهم من السعر نفسه.. لأن المستثمر لما يشوف إن العملة مستقرة.. بيطمن ويبدأ يضخ فلوسه.

حسن عبد الله كمان قدر يبني علاقة قوية مع المؤسسات الدولية زي صندوق النقد والبنك الدولي.. وقدر يحصل على شهادات ثقة منهم.. وده ساعد على إن مصر ترجع تدخل السوق العالمي للسندات وتجيب تمويلات بسعر كويس.

ولو بصينا على آخر تقرير لصندوق النقد في يوليو 2025.. هنلاقي إنهم أشادوا بسياسة البنك المركزي المصري.. وقالوا إن الإصلاحات اللي اتعملت في سوق الصرف بدأت تؤتي ثمارها.. وإن الجنيه في طريقه إنه يكون من العملات اللي بتحظى بثقة في الأسواق الناشئة.

الراجل ده كمان لعبها صح في توقيت قراراته.. ما استعجلش التعويم الكامل إلا لما كان ضامن إن السوق استقر.. وإن فيه احتياطي نقدي يحمي القرار.. وفعلاً حصل تعويم مرن في مارس 2025.. ومن ساعتها والسوق ماشفناش فيه هزات عنيفة.

ناس كتير كانت بتقول إن مصر خلاص.. رايحة على إفلاس أو انهيار مالي.. لكن حسن عبد الله كان شايف غير كده.. كان شايف إن كل أزمة فيها فرصة.. وإن الدولة لازم ترجع تشتغل بعقلية اقتصاد السوق الحقيقي مش المسكنات.

وسواء اختلفت أو اتفقت مع السياسات.. محدش يقدر ينكر إن الراجل قدر يعمل حاجة صعبة جدًا في وقت قصير.. قدر يقضي على واحد من أخطر الأمراض اللي كانت بتنهش في الاقتصاد المصري.. وهو السوق السودا للعملة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *