كيف أعاد ترامب التقلبات لـ وول ستريت؟
في أسواق المال، لا يصرخ الخوف.. بل يهمس! وعلى لوحة لا تعترف بالمشاعر، يرسم مؤشر “فيكس” خفقان القلوب في وول ستريت. في كل قفزةٍ له قصة ذعر، وفي كل هبوطٍ، يلوح وهم الطمأنينة. وبين سكون 2017 واضطراب 2025، يبقى شاهدًا على تقلب المزاج العالمي.
تحوط أم مضاربة؟
– يقيس مؤشر “فيكس” (الشهير باسم مؤشر الخوف في وول ستريت) التقلبات المتوقعة في سوق الأسهم عبر أسعار خيارات مؤشر “إس آند بي 500″، فعندما يتوقع المتداولون تحركات كبيرة، ترتفع أسعار الخيارات نتيجة زيادة الإقبال على التحوّط أو المضاربة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
صعود أم هبوط؟
– عندما يسجّل “فيكس” قراءة عند 20 نقطة، فهذا يعني أن السوق يتوقع أن يتحرك مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.25% تقريبًا يوميًا، سواء صعودًا أو هبوطًا، خلال الثلاثين يومًا القادمة. ويُحسب ذلك بتحويل التقلب السنوي المتوقع إلى معدل يومي.
قبل العاصفة
– سجّل عام 2017 واحدًا من أدنى مستويات المؤشر في التاريخ الحديث، حيث كانت الأسواق مستقرة، بدعم من نمو اقتصادي معتدل وسياسة نقدية واضحة من الفيدرالي، لم تتجاوز القراءة السنوية للمؤشر حاجز 11.1 نقطة في المتوسط.
ذعر الجائحة
– مع تفشي جائحة كورونا، قفز مؤشر “فيكس” إلى مستويات تاريخية، بلغت ذروتها عند 85.5 في مارس 2020. الأسواق دخلت في حالة من الصدمة بسبب الإغلاقات الاقتصادية والتوقعات القاتمة، ما أدى إلى أعلى مستوى تقلب منذ 2008.
ركود لم يأت
– سجّل المؤشر متوسطًا مرتفعًا في 2022، مع قمم تجاوزت 35 نقطة، رغم التعافي من الجائحة، حيث عاد القلق خلال العام بسبب مخاوف الركود وارتفاع أسعار الفائدة وتراجع أسهم التكنولوجيا.
تجدد الثقة
– انخفض مؤشر التقلب في عام 2023 إلى متوسط 16.9 نقطة، ورغم استمرار ضغوط الفائدة المرتفعة، فإن استقرار البيانات الاقتصادية وانخفاض المخاوف من ركود حاد أعاد بعض الثقة للأسواق، خصوصًا مع تكيّف المستثمرين مع سياسة التشديد النقدي.
المتوسط السنوي لمؤشر فيكس (2017–2025)
|
|
العام
|
متوسط المؤشر بالنقاط
|
2017
|
11.1
|
2018
|
16.6
|
2019
|
15.4
|
2020
|
29.3
|
2021
|
19.7
|
2022
|
25.6
|
2023
|
16.9
|
2024
|
15.6
|
2025*
|
20.8
|
* البيانات حتى 15 يوليو.
تفاؤل حذر
– استمر انخفاض مؤشر “فيكس” في عام 2024 إلى متوسط 15.6 نقطة، ما يعكس حالة تفاؤل نسبي في الأسواق رغم التوترات الجيوسياسية، ووسط غياب أحداث صادمة، ركّز المستثمرون على أرباح الشركات ونمو الذكاء الاصطناعي، ما قلّص من الرهانات على تقلبات حادة.
عودة ترامب
– مع عودة “دونالد ترامب” للبيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية في عام 2025، ارتفع المؤشر بشكل مفاجئ، خاصة عقب إعلان السياسات التجارية الجديدة في أبريل، ليتجاوز حينها 60 نقطة، وسط مخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة تؤثر على سلاسل التوريد وأسواق المال.
منعطف صاعد
– في منتصف أبريل، قال “توم لي”، رئيس الأبحاث في “فاندسترات”، إن مؤشر “فيكس” أعطى إشارة شراء واضحة، توحي بأن السوق قد بلغ القاع، في تحرك يُشبه ما حدث خلال انتعاش الأسواق في أزمتي 2008 و2020.
مستويات قياسية
– وفقًا لتحليل “لي”، عندما يتجاوز المؤشر حاجز 60 نقطة ثم يهبط سريعًا إلى ما دون 31 نقطة، فإن ذلك غالبًا ما يسبق موجة صعود في الأسهم، وقد حدث هذا بالفعل مؤخّرًا، حيث أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية عند مستويات قياسية، لكن “فيكس” يظل قرب ضعف مستوياته قبل 8 أعوام.
المصادر: أرقام – بيزنس إنسايدر – فيجوال كابيتاليست
للمزيد من المقالات
اضغط هنا
التعليقات