التخطي إلى المحتوى

مخاطر الإفصاح في الطروحات العامة.. حدود المسؤولية القانونية – أخبار السعودية

تشهد بيئة الطروحات العامة توسعاً متسارعاً، يقابله ارتفاع في النزاعات المرتبطة بمتطلبات الإفصاح. فقد بيّنت النشرة القضائية الصادرة عن «الأمانة العامة للجان الفصل في منازعات الأوراق المالية» أن عدد الدعاوى الواردة في النصف الثاني من عام 2024 ارتفع بنسبة 11.4% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وهو مؤشر على حساسية ملف الإفصاح كأحد ركائز حماية السوق.الممارسة العملية تكشف أن الإخلال بالإفصاح لا يرتبط بعدم الامتثال الشكلي فحسب، بل قد يترتب عليه مسؤولية نظامية تمتد إلى الجهة المصدرة، وأعضاء مجلس الإدارة، والمستشارين المشاركين في إعداد النشرة.

ويمكن تصنيف المخاطر القانونية في هذا السياق ضمن ثلاث صور رئيسية:

أولًا: الإفصاح المضلل أو الناقص؛ يتحقق عند إدراج بيانات غير صحيحة، أو إغفال وقائع جوهرية قد تؤثر في قرار الاستثمار، وفقاً لما نصّت عليه المواد (49)، (55)، (56) من نظام السوق المالية.

ثانيًا: سوء تكييف الوقائع الجوهرية؛ ويظهر عند تقديم المعلومة صحيحة في أصلها دون بيان أثرها المالي أو النظامي، مثل الإشارة إلى نزاع تجاري دون توضيح احتمالات خسارته.

ثالثًا: الإفصاح الاستباقي غير المنضبط؛ ويتمثل في تقديم مؤشرات مستقبلية أو تقديرات مالية دون الإفصاح عن الافتراضات التي بُنيت عليها، بما قد يولّد لدى المستثمر انطباعاً بوجود التزام مؤكد.

ويعتمد معيار الإفصاح على مفهوم «الواقعة الجوهرية»، التي تُقدّر ببعدين متكاملين: كمي (الأثر المالي والنسب المؤثرة)، ونوعي (طبيعة الحدث ذاته، كالتغييرات الإدارية الجوهرية أو النزاعات ذات الأثر المحتمل).

أخيراً:

تعزيز جودة الإفصاح يظل من أهم أدوات حماية بيئة الطروحات وتقليل مخاطر المساءلة، الأمر الذي يفرض على جميع الأطراف المعنية تطوير ممارساتها بما يتجاوز الحد الأدنى من المتطلبات النظامية.

أخبار ذات صلة

 

للمزيد من المقالات

اضغط هنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *