تفاؤلٌ يغمر الأسواق مع وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، و”ترامب” يُحذر من انتهاك الاتفاق، الذهب والنفط يتهاويان مع تبدد المخاطر الجيوسياسية، والفيدرالي يُلمّح إلى الاستمرار في نهجه النقدي الحذر.
انتعشت البورصات العالمية في ثاني جلسات الأسبوع، مدفوعة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، ورغم التحسّن الواضح في المزاج الاستثماري، لم تغب الشكوك، إذ اتهم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” كلا الطرفين بانتهاك الاتفاق، مبدياً انزعاجاً خاصاً من تل أبيب.
قفزت المؤشرات الأمريكية والأوروبية بأكثر من 1%، وصعدت الأسهم اليابانية لأول مرة في أربع جلسات، فيما أغلقت الأسواق الصينية على ارتفاع مدعومة بتحسّن شهية المخاطرة.
وفي مشهد يعكس التحوّل من الهلع إلى الأمل، انخفض الذهب بنحو 2% مع انحسار الطلب على الملاذات الآمنة، بينما استمر النفط في الهبوط للجلسة الثانية مع زوال خطر إغلاق مضيق هرمز، أما العملات المشفرة، فقد حظيت بدفعة قوية من موجة التفاؤل هذه.
في أوروبا، أظهرت بيانات معهد “إيفو” تحسناً في ثقة الشركات الألمانية للشهر السادس على التوالي، وأشار محافظ المركزي الفرنسي، “فرانسوا فيليروي دي جالو”، إلى أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال يمتلك مساحة إضافية لخفض الفائدة رغم الضغوط الآتية من أسواق الطاقة.
أما في الولايات المتحدة، تراجعت ثقة المستهلك في يونيو مع تدهور النظرة للأوضاع الحالية والمستقبلية إثر مجموعة من العوامل، أبرزها الخوف من تداعيات الرسوم الجمركية، والضغوط التضخمية.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” في شهادة أمام مجلس النواب، أن التضخم شهد تراجعاً ملموساً خلال السنوات الأخيرة، لكنه لا يزال أعلى من مستهدف 2%، مما يستدعي الحفاظ على تقييد السياسة النقدية، خاصة في ظل عدم اتضاح الآثار الكاملة لزيادة الرسوم الجمركية بعد.
دعمت هذا التوجّه أيضاً “بيث هاماك” رئيسة الفيدرالي في كليفلاند، قائلة إنه لا حاجة لخفض أسعار الفائدة بشكل عاجل في ظل عدم اليقين الحالي بشأن التداعيات التجارية، لكن “ترامب” واصل الهجوم على “باول” بسبب نهجه الحذر، واصفاً إياه بأنه شخص غبي وعنيد.
في سياق موازٍ، حذّر وزير الخزانة “سكوت بيسنت” من أن تدخل القضاء في سياسات ترامب التجارية قد يعيق تحصيل الرسوم الجمركية، ويقوّض الإيرادات الحكومية المتوقعة، مما يُعجّل بالوصول إلى حدود سقف الدين.
وفي تطور داخلي آخر، أعلنت الحكومة الأمريكية حالة طوارئ للطاقة في منطقة الجنوب الشرقي، نتيجة موجة حر شديدة أرهقت شبكات الكهرباء وأثارت مخاوف من انقطاعات موسعة.
وفي ظل التحولات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، أظهر تقرير حديث أعده منتدى المؤسسات النقدية والمالية أن نحو ثلث البنوك المركزية ترصد 5 تريليونات دولار لتعزيز حيازاتها من الذهب خلال عامين، في أعلى نسبة مسجلة منذ خمس سنوات.
ومع استمرار “ترامب” في مهاجمة “باول”، يبقى السؤال الأهم: هل هدفه هو خفض الفائدة فقط أم السيطرة على الفيدرالي؟ خاصة أن تحريك تكاليف الاقتراض ليس قراراً فردياً، وإنما يخضع لتصويت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المؤلفة من 12 عضواً.
التعليقات